تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
استعداد للإدمان
استعداد للإدمان
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
استعداد للإدمان -- ضمن قسم : أعصاب
:- المحرر في يوم 14-05-2023
ألساعة:15:53 -عمان
يقول البروفيسور إيان هاملتون الأستاذ المشارك بقسم علاج الإدمان بجامعة يورك بالمملكة المتحدة إن فكرة أن شخصيتك تحدد ما إذا كنت ستصبح مدمنا أم لا "كانت موافقة لهوى شركات الأدوية بشكل كبير". ويضيف: "إنها تجعلهم يفلتون من المسؤولية إلى حد ما. فالرسالة هي: 'إذا كنت ضعيف الإرادة إلى درجة تسبب لك مشكلة عند تعاطي منتجنا، فالسبب هو شخصيتك، وليس لنا علاقة بالأمر'" .
لكن هل بالفعل توجد شخصية لديها استعداد للإدمان؟ هل بعض الأشخاص حقا أكثر عرضة للإدمان من غيرهم؟
يقول الكثير من علماء النفس وخبراء الإدمان إنه لا يوجد دليل علمي يدعم تلك الفكرة. كما أنهم يحذرون من أن هذا المفهوم ضار لأنه يوحي بأن الأشخاص لا يستطيعون التحكم في الإدمان.
يشير هؤلاء إلى أن هناك بعض الصلات بين سمات شخصية بعينها وبين الإدمان، لكنها أكثر تعقيدا بكثير مما يشير إليه مصطلح "شخصية لديها استعداد للإدمان".
جونسون وجونسون تدفع 230 مليون دولار لتسوية قضية اتهامها بالتسبب بإدمان المسكنات الأفيونية
يصف البروفيسور مارك غريفيث العالم البارز في مجال الإدمان السلوكي بجامعة نوتينغهام ترنت بالمملكة المتحدة "الشخصية التي لديها استعداد للإدمان" بأنها "محض خرافة".
ويضيف البروفيسور غريفيث: "معنى أن هناك شخصية لديها استعداد للإدمان هو أن هناك سمة تتنبأ حصريا بحدوث الإدمان. ولكن ليس هناك دليل علمي على وجود سمة شخصية تتنبأ حصريا بحدوث الإدمان".
يقول أنشول سوامي الطبيب النفسي المتخصص في الصحة العقلية والإدمان بمستشفى نايتينغيل بلندن إن مصطلح الشخصية التي لديها استعداد للإدمان هو "أسلوب مبسط للتفكير في شيء شديد التعقيد. لا يوجد نوع واحد من الشخصيات [التي لديها استعداد للإدمان] ولا يوجد شخصان مدمنان متماثلان".
هذا لا يعني أن بعض السمات الشخصية ليست مرتبطة بـ "باكتساب سلوكيات إدمانية وتطويرها والاستمرار فيها"، على حد قول غريفيث.
يقول سوامي: "للإدمان درجات وأشكال كثيرة مختلفة"، كما أن ثمة عوامل متعددة تؤثر عليه وتتحكم فيه. وقد أظهرت الأبحاث أن الإدمان قد يتأثر بالعوامل الوراثية وأيضا بمجموعة كبيرة من العوامل البيئية، بما في ذلك ما يعرف بضغط أو تأثير الأقران، والعيش أو العمل في بيئة يتعاطى فيها أشخاص مواد مخدرة، والاعتداء الجسدي أو الجنسي.
في عام 2018، توصلت دراسة إلى أن فيروس HK2 (إتش كي 2) الارتجاعي القديم الذي تتكون مادته الوراثية من الحمض النووي الريبوزي RNA (آر أن أيه) بدلا من الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA (دي أن أيه) والذي يوجد بالقرب من الجين المسؤول عن إفراز مادة الدوبامين، يتكرر وجوده بشكل أكبر لدى مدمني المخدرات. فالأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات يزداد لديهم احتمال وجود فيروس إتش كي 2 ملتحما بتركيبتهم الوراثية ثلاث مرات، مقارنة بغير المدمنين، وهو ما يشير إلى علاقة قوية بين الفيروس والإدمان، وفق استنتاج الباحثين.
يقول سوامي إن الدراسة لا تقدم أي دليل على أن بعض الأشخاص يتسمون بـ"شخصية لديها استعداد للإدمان" أكثر من غيرهم.
ويضيف أن "النتائج الأولية لدراسة إتش كي 2 لا تفسر لنا لماذا يصاب عدد متزايد من المرضى بالإدمان في مراحل لاحقة من حياتهم..لو كان لديهم ذلك الفيروس، وكان ذلك الفيروس مرتبطا بالإدمان أو مسببا له، لكانوا أصيبوا بالإدمان في وقت أبكر".
يلقى باللوم على العقاقير التي تؤدي إلى الإدمان مثل أوكسي كونتين وفنتانيل في لعب دور كبير في أزمة إدمان المخدرات في الولايات المتحدة
ورغم عدم وجود دليل علمي يدعمه، فإن مصطلح "شخصية لديها استعداد للإدمان" لا يزال يستخدم على نطاق واسع. يقول هاملتون: "علينا توخي الحذر في اللغة التي نستعملها، لأن البعض قد يؤمنون [بمصطلحات كهذه] حتى تصبح بشكل لا شعوري جزءا من شخصيتهم. فكرة الشخصية التي لديها استعداد للإدمان تسلبك أي بارقة أمل..إنها تقول لك إن ذلك هو المسار الذي سيتحتم عليك السير فيه ولا يمكنك السيطرة عليه".
يتفق سوامي على أن المفهوم ينطوي على فكرة "الحتمية" بشكل غير واقعي: "إنه يمنع الناس من تحمل مسؤولية مشكلتهم وإيجاد حلول بناءة تمكنهم من التعافي".
يقول غريفيث إن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الإدمان سيستخدمون فكرة الشخصية التي لديها استعداد للإدمان "كمبرر لسلوكهم". ويضيف: "عندما يقول شخص ما: 'أنا ذو شخصية قابلة للإدمان'، فإن ما يقوله في واقع الأمر هو: 'لن يكون من الممكن شفائي على الإطلاق'".
يقول سوامي إن "أنواع الإدمان المختلفة هي أمراض عضوية ونفسية واجتماعية شديدة التعقيد، مثلها مثل كل الأمراض الأخرى على هذا الكوكب. الجميع يبحثون عن إجابة بسيطة، لكن لا وجود لمثل هذه الإجابة".