تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
ابن سينا ومريض البقرة
ابن سينا ومريض البقرة
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
ابن سينا ومريض البقرة -- ضمن قسم : ثقافة
:- المحرر في يوم 14-04-2022
ألساعة:19:47 -عمان
برع أطباءنا في بحث الاضطرابات التي تطرأ على العقل، وأجادوا في وصف أعراضها وعلاماتها وعلاجها، ومنهم ابن سينا في قصته مع المريض الذي كان يظن أنه بقرة. إذ روي أن مريضا كان يعتقد بأنه بقرة، وكان يطلب من ذويه بإلحاح أن يذبحوه، فانقطع عن الأكل لأنهم رفضوا أن يفعلوا ذلك، فضعف كثيرا وأقلق الأهل والجيران بصراخه، وطلب أهله أن يتولى ابن سينا أمره وعلاجه.
بن سينا ومريض بقرة
بن سينا ومريض بقرة
أرسل ابن سينا إلى المريض من يخبره بأنه قادم ليذبحه استجابة لطلبه، ولما حضر الطبيب وفي يده السكين، أمر بربط يدي المريض ورجليه، وطرحه على الأرض ليذبحه. ولما همّ ابن سينا بالذبح، جس عضلات المريض جسا دقيقا، ثم التفت إلى أهله وقال لهم بصوت جهوري: إن هذه البقرة ضعيفة جدا، ويجب تسمينها قبل ذبحها!
وعندها أخذ المريض من تلك الساعة يأكل بشهية زائدة ليسمن، فقوي جسمه وترك وهمه وشفي من مرضه شفاء تاما*.
وابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى في أوزبكستان حاليا من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حاليا) وأم قروية سنة 370 هـ، وتوفي بمدينة همدان (في إيران حاليا) سنة 427 هـ.
عرف باسم الشيخ الرئيس، وسماه الغرب بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث، وقد ألف نحو مئتي كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركز على الفلسفة والطب. ويعد ابن سينا أول من كتب عن الطب في العالم، ولقد اتبع أسلوب أبقراط وجالينوس، وأشهر أعماله كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب.
يُذكر أن الأطباء العرب عدوا الأمراض العقلية اضطرابات عضوية، مثلها مثل باقي الأمراض التي تعتري أعضاء الجسم، وهي في هذه الحالة إصابات عضوية تطرأ على الدماغ.
كما كان لهم دراية وخبرة في معالجة هذه الأمراض وإنقاذ المصابين بها بالوسائل السالفة الذكر، وبما نسميه اليوم "التحليل النفسي" (psychoanalysis).
ولذلك أخذوا يعالجونها بالأدوية المهدئة والراحة المطلقة والرياضة المنشطة والموسيقى والغناء، وأيضا بالمعاملة الإنسانية الرحيمة. كما كانوا يخصصون للمرضى المهتاجين حجرات خاصة بالمستشفيات تتوفر فيها أسباب الراحة والهدوء والطمأنينة، ويشرف عليها أطباء رحماء وممرضون وخدم متدربون.