ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
تجربة بنجامين ليبت -- ضمن قسم : ثقافة
:- المحرر في يوم 24-03-2012
ألساعة:03:17 -عمان
ربما تكون التجربة التي أجراها العالم بنجامين ليبت ( Benjamin Libet)هي الأكثر شهرة في علم الأعصاب. فأثار ليبت الجدل بعدما أظهر أن إحساسنا بأن لدينا إرادة حرة قد يكون وهماً. وللتجربة ثلاثة مكونات رئيسية: الاختيار، وأداة لقياس نشاط المخ، وساعة لمعرفة الوقت. عنصر الاختيار كان يتمثل في أن يقرر المرء المشارك في هذه التجربة ما إذا كان سيحرك ذراعه اليمنى أو اليسرى.
وبموجب التصميم الأصلي للتجربة، كان بوسع المرء الاختيار عبر تحريك معصم هذه الذراع أو تلك، لكن في تصميمات أخرى كان يمكن له رفع أصبع ما في الذراع الذي وقع اختياره عليها.
وقد طُلب من المشاركين في التجربة "السماح لرغبتهم (في التحرك) بالظهور من تلقاء نفسها وقتما شاءت دون أي تخطيط مسبق أو تركيز في توقيت الإقدام على هذا التصرف". ويتم تحديد الوقت الذي تحرك فيه المرء بدقة من خلال استشعار حركة عضلات ذراعه. أما قياس النشاط الدماغي فيتم عبر أقطاب كهربائية مثبتة على فروة الرأس. وعندما توضع هذه الأقطاب فوق ما يُعرف بالقشرة الحركية للمخ (والتي تقع تقريبا على طول منتصف الرأس)، تتباين الإشارة الكهربائية الصادرة من الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ، عندما يعكف المرء على اختيار هذا الجانب أو ذاك، وبدء تنفيذ ذلك الاختيار.
أما الساعة فقد صُممت بشكل خاص يتيح الفرصة للمشاركين في التجربة لتحديد توقيت التغيرات التي تطرأ على أوضاع أجسادهم، حتى لو لم يتعد الفارق بين هذه التغيرات جزءا من الثانية.
وعلى وجه هذه الساعة – أو سطحها – توجد نقطة واحدة تُكْمِلُ دورة كاملة كل 2.56 ثانية، مما يعني أن تحديدك لموقعها في أي لحظة يعني في الوقت ذاته تحديد توقيت حدوث تغير ما كذلك.
وإذا ما افترضنا أن بوسعك تحديد ذلك الموقع بدقة لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها زاوية قدرها خمس درجات عن الموقع الصحيح، فإن ذلك يعني أنه بإمكانك استخدام الساعة لتحديد التوقيت بدقة تصل إلى 36 مللي ثانية، أي 36 من الألف من الثانية.
وبالاستعانة بهذه المكونات، قاس ليبت مؤشرا حيويا إضافيا آخر. فقد طلب من المشاركين في التجربة، أن يستعينوا بالساعة لكي يحددوا بدقة الوقت الذي اتخذوا فيه قرارهم الخاص بتحريك هذا الجانب أو ذاك.
ومنذ عقود، يدرك المتخصصون في علم وظائف الأعضاء أنك عندما تقرر التحرك على نحو ما، يطرأ تغير على وتيرة الإشارات الكهربائية في دماغك قبل جزء من الثانية من إقدامك بالفعل على الحركة.
ولذا ففي تجربة ليبت، مثّل ذاك الجزء من الثانية تغيرا جديرا بالثقة يمكن رصده بواسطة الأقطاب الكهربائية المثبتة فوق فروة رأس كل من المشاركين فيها.
لكن النتيجة المفاجئة على نحو مدوٍ نجمت عن تحديد هؤلاء للحظة اتخاذ كل منهم قراره بالتحرك. فقد تبين أن هذه اللحظة تقع في الفترة ما بين تغير الإشارات الكهربائية في الدماغ، وحدوث الحركة بالفعل.
ويعني ذلك، بيقين مشابه ليقيننا بأن السبب دائما ما يسبق النتيجة، أن توقيت شعور المرء بأنه اتخذ قرارا بتحريك شيء ما، لا يمكن أن يشكل تحديدا دقيقا - من الوجهة الزمنية - لتوقيت حدوث العامل الذي سبّب هذه الحركة، أيا ما كان هذا العامل.
وأظهرت القياسات التي تم إجراؤها باستخدام الأقطاب الكهربائية أن القرار كان قد اتُخذ بالفعل – بشكل ما – قبل لحظة إدراك المشارك في التجربة أنه اتخذه، إذ أن إشارات المخ كانت تتغير قبل أن يشعر المشارك في البحث بأنه اتخذ القرار الخاص بالحركة.