تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
المرض المنسي والقاتل
المرض المنسي والقاتل
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
المرض المنسي والقاتل -- ضمن قسم : باطني
:- المحرر في يوم 27-11-2018
ألساعة:11:31 -عمان
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن هناك مرضا مجهولا يسببه التدخين، ولا يكاد يعرفه الأطباء ولا المصابون، ويقتل المئات كل عام، ويفتك بالمرضى دون أن يشعروا به وهذا المرض يدعى داء الرئة والشعب الهوائية المزمن والخانق (Chronic Obstructive Pulmonary Disease )، وهو ما زال مجهولا لدى كثيرين، رغم أنه يحصد 17 ألف شخص كل سنة، أي ما يبلغ خمسة أضعاف ما تقتله حوادث السير (في فرنسا)، ويصيب الأشخاص من سن الأربعين بنسبة 7.5%.
وتقول مارتين كور في مقال لها بالصحيفة إن أعراض هذا المرض تتجلى أساسا في ضيق في التنفس، حسب نيكولا روش اختصاصي الأمراض الرئوية في مستشفى كوشين ورئيس مجتمع علماء أمراض اللغة الناطقين بالفرنسية.
ورغم ظهور الأعراض، فإن المرضى أنفسهم قد لا يعلمون لعدة سنوات أنهم مصابون بهذا المرض؛ وبالتالي يبقون دون أي علاج. ويسبب التدخين 80% من حالات الإصابة بهذا المرض.
ويبدو أن ثلاثة أرباع المصابين به يجهلون إصابتهم، رغم أنهم قد بدؤوا يشعرون بالإعاقة إلى حد ما. ويقول أحد المرضى "أصبحت أشعر بانقطاع النفس أكثر فأكثر، ولكن الأمر بدا لي طبيعيا بحكم السن والتدخين والعمل تحت الأرض".
وفي سنة 2001، حكت ماري جوزي دوسانتوس قصتها مع المرض، عندما طلبوا منها التوقف عن التدخين، وإن لم يشخَّص المرض لديها إلا بعد عشر سنوات، بعد أن فقدت عملها واضطرت إلى حمل قنينة أوكسجين على ظهرها، لتتحول إلى ناشطة للتعريف بهذا المرض والتحذير منه.
هناك عاملان يزيدان من خفاء هذا المرض: الأول جهل أغلب مختصي الصحة بأعراضه، والثاني التستر عليه من قبل المصابين به، لأنهم يعتبرونه إعاقة قد تسبب لبعضهم فقدان وظائفهم، وهذا ما جعل فريديريك دو غيون يدعو إلى مؤازرة المصابين بهذا المرض من أجل تحسين ظروف حياتهم.
ومما يزيد غموض وخفاء هذا المرض أنه يختلط بأعراض التقدم في السن، مما يؤدي إلى انقطاع النفس أثناء العمل والحركة.
ونشرت هذه المجتمعات العالمة والمجتمعات المهتمة بهذا المرض كتابا أبيض نصحت فيه بالإقلاع عن التدخين، وطالبت كذلك بتسهيل ولوج المصابين به لمسار العلاج المبرمج الذي يُنصح به، وهو عبارة عن مراحل علاجية تضم تقوية العضلات والتدريب على بذل الجهد واتباع حمية معينة.
ويلاحظ الأستاذ لاروش أن نسبة من 20 إلى 30% فقط هي التي تستفيد من هذا المسار، ويرجع ذلك إلى عدم اكتراث المصابين في الغالب باتباع مسار معين، وكذلك عدم وجود ضمان صحي وكفالة خاصين بهذا المرض.
ورغم أن هذا المرض هو المسؤول الأول عن 5% من وفيات 2016، ويعد القاتل في الدرجة الرابعة في حدود 2030 حسب توقعات منظمة الصحة العالمية؛ فيجب أن نبقى متفائلين.