ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
سلالة جديدة من السل تقاوم الأدوية -- ضمن قسم : أدوية
:- المحرر في يوم 14-10-2011
ألساعة:01:36 -عمان
أثار ظهور سلالة جديدة من السل مخاوف منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، ما دعا إلى عقد اجتماع طارئ لخبراء الصحة في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا لمناقشة القضية، حسب ما أوردت نيوزمديكال نت. ويرى بول نن، منسق وحدة الأمراض المقاومة للعلاج بالمنظمة، أن هذه السلالة الجديدة قد خلقت سيناريو لكابوس صحي، نظرا لما أظهرته من مقاومة تامة -تقريبا- لكل علاج متاح لمكافحة المرض. ويبدو أن العالم على وشك الدخول في معركة مع سلالة سل تقاوم كل دواء معروف في العلوم الطبية.
مخاطر العدوى
والمعلوم أن السل مرض معدي، وهو كنزلات البرد الشائعة، ينتشر من خلال الهواء من المرضى إلى الأصحاء. يصيب السل رئتي المريض بالالتهابات، ثم تنتشر العدوى عندما يسعل أو يعطس أو يتحدث أو يبصق أو يدفع بجراثيم السل المعروفة بـ(bacilli) إلى الهواء. ولا يحتاج الأمر لأكثر من استنشاق القليل من هذه الجراثيم ليصبح المرء مصابا.
ويمكن لحالة مرضية واحدة -لم تعالج- أن تسبب العدوى بالمرض لحوالي 10 إلى 15 شخصا في السنة. بيد أنه ليس كل من أصيب بالعدوى يصبح مريضا بالسل، كما أنه من المحتمل أن تبقى جراثيم السل خامدة أو كامنة لعدة سنوات قبل ظهور أعراض المرض.
ولدى ضعف جهاز المناعة لدى الإنسان حامل المرض لأي سبب من الأسباب، تتعاظم فرص ظهور المرض على هذا الشخص، وأكثر الناس عرضة للإصابة بمرض السل هم الأشخاص الذين يحملون فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV).
وباء عالمي ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يصاب -في كل ثانية- شخص ما بعدوى (جراثيم) السل، وليس بالضرورة المرض ذاته، في مكان ما من العالم. بل إن ثلث سكان العالم حاليا مصاب بعدوى مرض السل.
في عام 2004، كان أكبر عدد من الإصابات بمرض السل قد وقع في إقليم جنوب شرق آسيا، ولكن عدد حالات الإصابة (الإجمالي) بلغ ضعف ذلك في أفريقيا جنوب الصحراء.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 1.7 مليون حالة وفاة حدثت في العالم عام 2004 بسبب مرض السل. وكان أعلى معدلات وفاة بالنسبة لعدد السكان في أفريقيا، إذ أدى انتشار العدوى بفيروس نقص المناعة إلى تسارع انتشار السل وبائيا، مما زاد في مخاطر الوفاة بسبب السل.
كارثة ماثلة اكتشف العلماء سلالة السل الجديدة أوائل العام الحالي، وقد وجدوا أنها لا تقاوم أنواع العلاج الرئيسية المضادة للسل فحسب، بل تقاوم أيضا كثيرا من الأدوية التي تشكل خط الدفاع الثاني.
ومن بين مناطق العالم التي تأثرت فعلا بعدوى سلالة السل المقاومة للأدوية كانت جمهورية لاتفيا (في البلطيق)، وجنوب أفريقيا حيث توفي بالسل 52 من بين كل 53 مصابا بفيروس نقص المناعة، في إقليم كوازولو-ناتال الذي يشهد انتشارا وبائيا لفيروس نقص المناعة.
وفي ظل الانتشار الوبائي لفيروس نقص المناعة الذي يطال 4.5 مليون شخص في جنوب أفريقيا، يمكن لانتشار سلالة السل المقاومة للعلاج أن يحدث دمارا سكانيا حقيقيا.
ويهدف اجتماع جوهانسبرغ الطارئ إلى تأسيس معايير طبية تؤدي إلى تشخيص سريع للسلالة الجديدة، وصولا إلى معالجتها بالأدوية القليلة التي لا زالت متاحة وفاعلة ضد هذه السلالة. ويذكر أن هذه الأدوية غالية الثمن ولها تأثيرات جانبية سامة.
وسيضم اجتماع جوهانسبرغ مسؤولين من منظمة الصحة العالمية، ومراكز أميركية للوقاية والسيطرة على الأمراض، ومجلس الأبحاث الطبية لجنوب أفريقيا.