تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
الإرادة الحرة: خداع ذاتي؟
الإرادة الحرة: خداع ذاتي؟
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
الإرادة الحرة: خداع ذاتي؟ -- ضمن قسم : أعصاب
:- المحرر في يوم 27-06-2023
ألساعة:19:30 -عمان
مع الأخذ بعين الإعتبار الأثار الإجتماعية لها، فقد أثارت تجربة
بنجامين ليبيت
(إبحث في الموقع حول الدراسة)
أسئلة مثل: هل حقاً اتخذت أدمغة المشاركين قرارهم بإرادتهم كما يظن كل مشارك؟ وهل شعور المرء بأنه هو من اختار ،
ليس إلا وهماً؟ . إن بساطة التجربة جعلتها تستحوذ على مخيلة الكثيرين، سواء من يرى أن الإنسان ككائن بيولوجي يفرض قيودا على "إرادته الحرة" ، أو من يرى أن
تلك الإرادة هي خارجة تماما عن البيولوجيا ككل.
فالتجربة تبين أن القرار يتخذه الدماغ قبل ان يعرف صاحبه بإتخاذه. ويعود جانب من شهرة تجربة ليبت إلى تناقضها مع مسلمتين واسعتي الانتشار، نُكِنُهما حول ماهية العقل:
البديهية الأولى :الشعور بأن للعقل كينونة منفصلة عن الذات الجسمانية، أي التسليم بثنائية الإنسان كجسد وعقل. فالعقل كما يفهم، ذو طابع نقي مجرد، لا يخضع للقيود التي يفرضها علينا تركيبنا البيولوجي.
لكن يهتز هذا التسليم عند الشعور بالغضب بسبب الجوع أو بصفاء الذهن الصباحي مع فنجان القهوة؟
البديهية الثانية: الاعتقاد بأن الفرد على دراية بطبيعة عقله. وهو إعتقاد مؤداه أن التجارب الشخصية بشأن اتخاذ القرارات هي إفادة دقيقة توضح كيف جرى هذا الأمر بالفعل.
لكن يتغير ذلك عندما نُخطأ ونطرح أسئلة من قبيل: لماذا لم ألحظ ذلك الشيء؟ أو كيف نسيت اسم هذا الشخص؟
ويمكن القول إن شعور المشاركين باتخاذهم القرار بحرية في إطار تجربة ليبت، ربما لم يكن سوى وهم محض، وقد تكون القرارات الحقيقية تُتخذ بالفعل من الدماغ قبل إرساله للقشرة الدماغية (الأنا)، لتشعر الأنا باتخاذ القرار ولو متأخرا عن لحظة الإقدام على ذلك بالفعل.
ورغم أن ما يمكن مناقشته بخصوص مسألة الإرادة الحرة وعلاقتها بعلم الأعصاب يتجاوز مجرد تجربة معيًنة، فإن معرفة أن العقل كتعبير شامل (للتفكير والذاكرة واللغة والعواطف .. إلخ) ذو طبيعة بيولوجية للدماغ ويعتبر وظيفة له، ولا مفر من الإستنتاج أنه يتعين أن يكون لكل مظهر ذهني تغير مسببب له ويماثله وينسجم معه .... في الدماغ.