الحرية هي القدرة على الاختيار ًومسؤوليتك عن إختيارك
شيشرون
الخرف Dementia
الخرف Dementia
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
الخرف Dementia -- ضمن قسم : أعصاب
:- المحرر في يوم 31-05-2022
ألساعة:06:28 -عمان
معظم استفسارات الرسائل على واتساب أسئلة ومخاوف عن إمكانية حماية الدماغ من الإصابة بالخرف "قبل فوات الأوان"، علما أن نحو خمسين مليون شخص في العالم مصاب بأحد أمراض الخرف. لكلمة "خرف" وقع مخيف، وكثيرا ما يُستخدم اسم هذا المرض كشتيمة في عدد من المجتمعات العربيّة للإشارة لمن فقد عقله. وهذه الكلمة هي الترجمة العربية المعتمدة لمصطلح "Dementia" اللاتيني.
علميا، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، الخرف لا يعني النسيان فقط، بل هو متلازمة تتسم بتدهور تدريجي للذاكرة والتفكير والقدرة على التوجّه والفهم والحساب والتعلّم والحديث وتقدير الأمور، لكنّه لا يطال الوعي.
إذ يشرح الطبيب أحمد الخليفات، الباحث في مجال علم الأعصاب في جامعة كينغز كولدج في لندن (King's College London)، أن الأبحاث تؤكّد أن الشخص المصاب بالخرف "يحس مثلي ومثلَك. يتألم. لكنه غير قادر على التعبير".
رغم كل التقدم العلمي والتكنولوجي، لم يتمكن الباحثون بعد من إيجاد علاج للخرف، ولا حتى من معرفة وقت بداية المرض، الذي غالبا ما تظهر أعراضه مع سن الخامسة والستين.
وهذه الأعراض تبدأ بالنسيان، وفقدان القدرة على إدراك الوقت، والضياع في الأماكن المألوفة. ثم تبدأ المرحلة الوسطى، التي تتضمن نسيان أحداث جديدة العهد وأسماء الناس، والضياع في البيت، والصعوبة المتزايدة في التواصل مع الغير، والحاجة إلى المساعدة للاعتناء بالذات، وطرح الأسئلة بصورة متكرّرة.
أما في المرحلة المتقدمة فيصبح الاعتماد كليا على الغير وانعدام النشاط تقريباً. وفي هذه المرحلة تصبح اضطرابات الذاكرة كبيرة وتصبح العلامات والأعراض الجسدية أكثر وضوحا، وفقا لمنظمة الصحة.
يوضّح الباحث، أحمد الخليفات، أنه عند ظهور أعراض المرض، "يكون الشخص قد فقد نحو ستين في المئة من حجم الدماغ؛ فالعقل يبقى قادرا على ممارسة وظيفته حتى ولو بدأت الإصابة بالخرف".
نتائج البحوث المتعلقة باستخدام الصور الشعاعية وفحوص الدم "مبشّرة"، لكنه يؤكّد أن الاختبارات الجينيّة هي الأسهل للتنبؤ بهذا المرض. مع تطور علم الجينات وتطور علم الإحصاء عموما، يمكن أن نستخدم عمليات رياضية للتنبؤ بفرص حدوث المرض. وفي المستقبل، ستجرى فحوص جينيّة كما تجرى اختبارات الدم.
النساء والزهايمر
إحدى المعلومات هي أن أحد أشكال الخرف، وهو الزهايمر، يظهر لدى النساء أكثر من الرجال - وليس جميع النساء بالضرورة، بل "النساء، اللاتي تجاوزن عمر الخامسة والستين، العاملات، ذوات الدخل الأعلى من المتوسط، والمستوى المعيشي والتعليمي الأعلى من المتوسط الأكثر".
يشرح الطبيب سبب ذلك: "قد تكون هذه ضريبة تشغيل العقل لفترة أكبر، وقد يرجع السبب للتوتر ونمط الحياة الحديثة لدى المرأة العاملة، والنوم غير المنتظم الذي لا يوفر الراحة للدماغ، إلى جانب نوع الأكل".
أهم النظريات التي تفّسر حدوث الخرف تتعلق بالخلل البروتيني. إذ يعد تكتل بروتينات (هي أميلويد-بيتا وتاو) أساسا للأبحاث المتعلقة بهذا المرض وبتطوير عقاقير لعلاجه. نرى ترسبات كثيفة وتكتلات ليفية بسبب بروتين تاو خلال الفحص المجهري، هذه الترسبات الكثيفة غير قابلة للذوبان وبالتالي لا يمكن للخلايا العصبية التواصل ولا التخلص من المواد السامة في جسم الخلية". الأبحاث أثبتت أن النوم جزء مهم في التوازن البيولوجي، وتوصلت إلى أن النوم يساعد الدماغ على التخلص من البروتينات والمواد السامة. وهناكعدة أبحاث وطدت العلاقة بين قلة النوم والخرف".
نظرية الخلل البروتيني هي واحدة من ثلاث نظريات؛ فهناك أيضا الطفرات الجينية، والخلل في عملية الاستقلاب التي قد تسبب أيضا مرض السكري، لذا فإن المصابين بالزهايمر غالبا ما يكونون مصابين أيضا بالسكري.
إلى ذلك، قد تتسبب الجلطات بالخرف الوعائي، كما أن هذا المرض قد يرافق أمراضا عصبية أخرى مثل داء باركنسون.
من المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بالخرف (الذي يقدّر حاليا بخمسين مليون) ثلاث مرات بحلول عام 2050.
وهناك صعوبة في معرفة أعداد المصابين بالخرف في الدول العربية، لكن منظمة الصحة العالمية تقول إن أكثر من نصف المرضى يعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ولا يبدو أن هناك جمعيات أو مراكز عربية كثيرة متخصصة بأمراض الخرف.
أكثر من ثمانين في المئة من البحوث العلمية العالمية التي تحاول إيجاد أدوية لعلاج الخرف باءت بالفشل، وفقا للدكتور أحمد الخليفات الذي درس الطب العام في مصر ثم حصل على دكتوراه في علم الأعصاب من بريطانيا.
لكن الباحث الأردني يبقى متفائلا في اقتراب الوصول إلى علاج لأمراض الخرف بفضل الإمكانيات التي يتيحها الذكاء الصناعي، ويخبرني أنه قبل أيام عقد مؤتمرفي لندن وتشكلت مجموعة من أهم الباحثين لإيجاد حلول مبتكرة للأمراض النفسية العصبية.
الذكاء الصناعي يعطي فرصة للباحث لتحليل كمية كبيرة من البيانات في وقت سريع جدا، ولإيجاد أشخاص معرضين للأصابة بالخرف حتى قبل تشخيصهم.
BBC