تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
الحياة الاجتماعية تؤخر النسيان
الحياة الاجتماعية تؤخر النسيان
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
الحياة الاجتماعية تؤخر النسيان -- ضمن قسم : أعصاب
:- المحرر في يوم 07-07-2012
ألساعة:03:57 -عمان
وجدت دراسة طبية جديدة أن كبار السن في المجتمع الأميركي الذين ينخرطون في حياة اجتماعية نشطة يتعرضون لتراجع الذاكرة بوتيرة أبطأ مقارنة بغيرهم. والمعلوم أن فقدان الذاكرة هو إحدى سمات الشيخوخة، التي قد تكون لها آثار مدمرة على نوعية الحياة لدى كبار السن. ويأمل الباحثون في فريق البحث في الصحة العامة بجامعة هارفرد أن تضيف هذه الدراسة جديداً إلى الفهم المتنامي للدور المهم الذي تلعبه القوى والعوامل الاجتماعية في الحالة الصحية وتدفع به قدماً.
وكانت دراسات سابقة وجدت أن الحياة الاجتماعية النشطة قد تخفض احتمالات الإصابة بخرف الشيخوخة وتراجع الإدراك بين المسنين. والمعلوم أن فقدان الذاكرة يمثل عامل مخاطر قوياً باتجاه خرف الشيخوخة، وهو متلازمة تؤثر على نحو عُشر السكان المسنين في الولايات المتحدة.
لذلك قصد الباحثون في هارفرد اختبار وجود أي ترابط بين فقدان الذاكرة ومستوى النشاط والتواصل الاجتماعي.
واستخدم الباحثون بيانات ومعطيات تم جمعها بين عامي 1998 و2004 ضمن دراسة قومية واسعة النطاق تمثل سكان الولايات المتحدة الراشدين من الفئة العمرية 50 عاماً أو أكبر. وكانت الدراسات السابقة قد أجريت باستخدام عينات سكانية أميركية أو خارجية صغيرة.
وقيمت ذاكرة السكان المشاركين في الأعوام 1998و2000 و2002، و2004 بقراءة قائمة من عشرة ألفاظ شائعة الاستخدام، ثم يطلب منهم تذكر ما يمكنهم من هذه القائمة على الفور، ثم بعد خمس دقائق. كذلك، تم تقدير التواصل الاجتماعي لهم بواسطة الحالة الاجتماعية، والنشاطات التطوعية، واللقاء بالوالدين والأبناء والجيران.
أظهرت النتائج أن المشاركين الأكثر تواصلاً اجتماعياً هم الأبطأ في تراجع الذاكرة بين عامي 1998 و2004. بل إن تراجع الذاكرة بين هذه الفئة أقل من نصف التراجع لدى فئة المسنين الأقل تواصلاً.
وجاءت هذه النتائج مستقلة عن العوامل الاجتماعية الديموغرافية، كالعمر والنوع والعرق، وعن الحالة الصحية في 1998. ووجد الباحثون أن التأثير الوقائي للتواصل الاجتماعي كان في أعلى مستوى لدى الذين تلقوا أقل من 12 عاماً من التعليم.
ولم يجد الباحثون دليلاً على أن نتائج الدراسة قد جاءت محصلة لسببية معكوسة، أي أن ضعف ذاكرة الشخص أو تراجعها يتسبب في انسحابه من المجتمع. بل يرى الباحثون أن للتواصل والمشاركة الاجتماعية آثارا بالغة على صحة ورفاه الناس على مدى الحياة.
ولمس الباحثون من خلال الدراسات السابقة انخفاض معدل الوفيات بين الأشخاص الذين يتمتعون بروابط اجتماعية عديدة. لكنهم بعد هذه الدراسة وجدوا أدلة متزايدة على أن شبكات العلاقات الاجتماعية القوية تساعد على الوقاية من تراجع الذاكرة.
ونظراً لاتساع مساحة الشيخوخة في المجتمعات الغربية، وتزايد أعداد المسنين بها، سيكون من المهم تعزيز مشاركتهم في الحياة الاجتماعية والمجتمع حفاظاً على صحتهم ورفاهتهم.
يذكر أن فقدان الذاكرة والخرف بين المسنين الأميركيين يشكلان عبئاً كبيراً على الصحة العامة. لذلك، تشير نتائج الدراسة إلى أهمية زيادة التواصل الاجتماعي لإبطاء تراجع الذاكرة بين المسنين، مما يخفف بالتالي أعباء الصحة العامة، خاصة أن نسبة المسنين بين السكان مرشحة لنمو ملموس.
كذلك لا تزال الحاجة ماسة لفهم أفضل للكيفية التي يخفض بها التواصل الاجتماعي تراجع الذاكرة، وصولاً إلى تصويب التدخلات العلاجية باتجاه إبطاء ذلك التراجع.