الصداقة تُعين على الآلم ًوتثير السرور ونور الحياة وخمرتها
مي زيادة
الصحة في الصداقة
الصحة في الصداقة
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
الصحة في الصداقة -- ضمن قسم : ثقافة
:- المحرر في يوم 27-01-2022
ألساعة:04:45 -عمان
بتحليل ما طرحه المفكر العظيم أرسطو الذي قال: "إن الأصدقاء يمسكون بمرآة لبعضهم البعض؛ من خلال تلك المرآة يمكنهم رؤية أنفسهم، بطرق لم تكن في متناولهم، وهذا الانعكاس هو الذي يساعدهم، على تحسين أنفسهم كأشخاص", يناقش أستاذ الفلسفة في جامعة نيويورك ماسيمو بيغليوتشي،
ويرى أنه من الضروري، لأولئك الذين يبحثون عن أفضل "النُسخ" عن أنفسهم، الغوص في الصداقة كوسيلة لاستكشاف الذات وزيادة الوعي.
فيعدالحصول على صديق جيد، يمكن الوثوق به والاعتماد عليه، والتواصل معه بصراحة وتقبل تام، أشبه بالعثور على كنز ثمين وسط الصحراء. فدور الأصدقاء في إسعادنا وتقديرنا لا يقدر بثمن، بل إن دورهم أعمق بكثير مما نتوقع، إنهم يساعدوننا على تكوين "من نحن"؛ فعندما نعمل على تقوية صداقاتنا وتطوير علاقاتنا معهم، تنبني شخصياتنا من الداخل.
كن صديقي
من الناحية العلمية، تصف عالمة المخ والأعصاب إميلي روغالسكي الصداقة، بأنها حصنٌ منيعٌ يحمي الأفراد من الوحدة والمرض والشيخوخة.
وقد أجرت روغاليسكي دراسات امتدت لسنوات طويلة، على مجموعة من كبار السن، تزيد أعمارهم على 80 عامًا، ولكنهم يتعاملون جسديًا وفكريًا واجتماعيًا، كما لو كانوا في الأربعينيات من العمر.
وقد وجدت روغالسكي بأن المشاركين في هذه الدراسة، يملكون شبكة اجتماعية متماسكة، تتضمن صداقات حميمة، ساعدتهم على العيش لفترة أطول، مع الحفاظ على أدمغتهم سليمة. فقد ثبت طبيا، بأنه يتم إطلاق نواقل عصبية مختلفة، عندما نشعر بالتعاطف والحب والصداقة، مما يجعل الدماغ في أحسن حالاته.
هل للصداقة فوائد أخرى؟
تمكن خبراء نفسيون واجتماعيون، من تحديد فوائد عديدة للصداقة، بين مختلف الفئات العمرية، من بينها:
- التخفيف من الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية.
- تقليل التوتر والقلق.
- الدعم العاطفي أثناء مواجهة تحديات الحياة.
- التنمية الشخصية من خلال التحفيز على تحقيق الأهداف.
- إحداث تغيير إيجابي في الحياة.
- الشعور بالانتماء وتعزيز الشعور بالأمان.
يتطلب تكوين صداقات صحية، تعلّم فن الأخذ والعطاء، ومن المهم أن يكون الشخص مؤهلا، ليكون صديقًا مميزا، بقدر أهمية أن يحيط نفسه بأصدقاء رائعين.
لهذا تنصح الكاتبة والمعالجة النفسية ايرين فالكونر باتباع خطوات مهمة، لكسب صداقات جديدة:
كن طيبا وايجابيا
تعد الصداقة كحساب مصرفي عاطفي، فكلّ فعل لطيف أو تعبير عن الامتنان، بمثابة ايداع في هذا الحساب، بينما تؤدي السلبية والنقد إلى السحب من الرصيد.
كن مستمعا جيدا
أفضل ما يقدمه الصديق "أذنا مصغية"، واهتماما حقيقيا بما يحدث في حياة الأصدقاء، مع مشاركتهم تفاصيل الأوقات الصعبة، والتعاطف معهم.
انفتح عاطفيا
الإفصاح عن التجارب، والمخاوف الشخصية أمام الصديق، يدل على أنه يحتل مكانة خاصة، وقد يؤدي ذلك إلى تعميق الاتصال بلا حواجز.
أظهر أنه يمكن الوثوق بك
تحمل المسؤولية وتنفيذ الوعود والالتزامات تجاه الأصدقاء، والمحافظة على أسرارهم وخصوصياتهم، هي أهم مفاتيح تكوين صداقات قوية.
ابذل جهدًا لرؤية أصدقائك
تخصيص الوقت للأصدقاء، يمنحهم الشعور بالتقدير والتمسك بهم، من خلال التواصل الدائم معهم، ومعرفة مستجدات حياتهم.
إدارة أعصابك مع اليقظة
تمر الصداقة مع مرور الزمن، باختبارات كثيرة، يؤدي اجتيازها بأمان، إلى تقوية العلاقة وتمتينها، لكنّ ذلك يتطلب اليقظة والمرونة في التعامل.
كن صديقَك المفضل
معرفة أنفسنا هي نقطة انطلاق ضرورية، لتكوين صداقات رائعة، إذْ يجب أولاً تعلم كيف نصبح أصدقاء مع أنفسنا؟، وعند القيام بذلك، نصبح جاهزين لبناء صداقات ناجحة مع الآخرين.
أخيرا؛ يجب أن نتذكر بأن استثمار الوقت، في تكوين الصداقات وتقويتها، يمكن أن تؤتي ثمارها، في صحة أفضل، ونظرة أكثر إشراقًا لسنوات قادمة.