تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
مناعة القطيع في بريطانيا
مناعة القطيع في بريطانيا
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
مناعة القطيع في بريطانيا -- ضمن قسم : باطني
:- المحرر في يوم 18-01-2022
ألساعة:04:43 -عمان
كثر الحديث في العديد من الدول الأوروبية عن "بداية نهاية جائحة كورونا"، وفي مقدمتها بريطانيا التي تسابق الزمن لتكون أول بلد في العالم يعلن الخروج من الوباء بشكل نهائي، والتعايش مع فيروس كورونا. وبكثير من الحماسة، يتحدث وزراء الحكومة البريطانية عن أن سنة 2022 ستكون سنة نهاية الجائحة، وأن بلدهم سيقود العالم نحو الخروج من هذا النفق المظلم.
سيقول البعض إن حديث السياسيين لا يمكن الوثوق فيه كثيرا، فهم يرفعون شعارات الغرض منها رفع نسبة شعبيتهم، بيد أن علماء بريطانيين مرموقين باتوا يتبنّون أطروحة قرب طي صفحة الوباء، والتعايش مع الفيروس كما يتعايش العالم مع الإنفلونزا.
فما الأرقام والمعطيات التي تعزز احتمال خروج بريطانيا من نفق هذه الجائحة؟
وفيات أقل
منذ بداية الجائحة كانت نسبة الإماتة من الأرقام المرعبة المتعقلة بكورونا، ففي بريطانيا -مثلا- وفي السنة الأولى من الوباء، كانت 50 ألف إصابة تخلف ألف وفاة بشكل يومي، قبل أن يتراجع هذا الرقم بشكل تدريجي.
أدوية جديدة
تعتبر بريطانيا من الدول القليلة التي رخصت للعقار الذي تنتجه شركة "فايزر" (Pfizer) ضد كورونا، وبالفعل فقد بدأ استعماله في المستشفيات البريطانية، وأظهرت الأرقام أنه يساعد في تقليص التعرض لأعراض حادة بسبب الفيروس بنسبة 90%.
في مداخلة مهمة للبروفيسور ديفيد هيمان، وهو من كبار علماء الصحة في بريطانيا، أكد العالم البريطاني أن بلده هو أقرب دولة في العالم لإنهاء الجائحة والخروج منها للتعامل مع كورونا كأي مرض عادي.
وقال العالم المختص في الأدوية في مداخلة له في معهد "تشاتام هاوس" (Chatham House)، إنه يبني نظريته هذه على المستوى الذي وصلت له المناعة الجماعية في المملكة المتحدة، إذ يلاحظ أن 95% من البريطانيين باتوا يتوفرون على الأجسام المضادة إما عن طريق اللقاحات وإما عن طريق المناعة الطبيعية بعد إصابتهم بالفيروس.
فعالية اللقاحات
كانت بريطانيا أول دولة في العالم تطلق عملية التلقيح الواسعة للمواطنين، وكذلك تعد من أكثر الدول تطعيما بالجرعة الثالثة، مما جعلها أكثر استعدادا لمواجهة الموجة الجديدة التي سببها متحور "أوميكرون" (Omicron).
وحسب تصريحات لرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، فإن الأطباء أخبروه أن 90% من الأشخاص الموجودين في العناية المركزة هم أشخاص غير ملقحين بالمرة أو حصلوا على جرعة واحدة فقط.
التعايش مع الفيروس
يروّج كل من وزير الصحة ساجد جاويد ووزير التعليم ناظم زهاوي، فكرة أن البلاد تسير نحو نهاية الجائحة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وكتب وزير الصحة مقالا مطولا يقول فيه إن هذه السنة ستكون سنة التعايش مع الفيروس.
أما ناظم زهاوي الذي يعود له الفضل في نجاح عملية التلقيح في البلاد، فيظهر ثقة عالية في أن بريطانيا ستكون الدولة الغربية الأولى التي تنتقل لمرحلة "نهاية الوباء".
وأكد الوزير البريطاني أن الفيروس سيبقى مع البشرية خلال السنوات العشر المقبلة، "وستكون بلادنا من يرسم للعالم الطريق للتعامل مع الفيروس".
تحصين الكبار
منذ بداية الجائحة كانت فئة كبار السن، الضحية الكبرى لفيروس كورونا، وكانت الأولوية هي حمايتهم من الإصابة، وبعد عامين من هذا الوباء، بلغت نسبة التلقيح في صفوف البالغين سن 65 عاما فما فوق حوالي 95%، أما نسبة الذين حصلوا على الجرعات الثلاث فاقتربت من 90%.
هذه الأرقام دفعت عددا من علماء الأوبئة لتوقع بداية مرحلة الخروج من الوباء مع بداية شهر فبراير/شباط أو مارس/آذار المقبلين على أبعد تقدير، بعد تحقيق هدف تحصين كبار السن.
حماية المستشفيات
كان خوف الحكومات الدائم هو انهيار الأنظمة الصحية بسبب تزايد أعداد المصابين بالفيروس الذين يحتاجون الدخول إلى المستشفى، إلا أن الموجة الأخيرة من متحور أوميكرون الذي وصل فيه معدل الإصابات اليومية إلى 200 ألف يوميا، تظهر أن الوضع تغيّر بشكل كبير.
وحسب أرقام الوكالة الوطنية للإحصاء في بريطانيا، فخلال نهاية السنة الماضية ومع ارتفاع الإصابات كان عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفى وهم مصابون بالفيروس يبلغ 12 ألفا و395 شخصا، علما أن 60% منهم دخلوا المستشفى لأسباب أخرى قبل أن تتبين إصابتهم بالفيروس.
وبالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2020 حيث كانت الموجة الثانية لانتشار الفيروس، فإن عدد الأشخاص الموجودين في المستشفيات بسبب كورونا كان يبلغ 35 ألفا، أي حوالي 3 أضعاف ما تم تسجيله العام الماضي، علما بأن الإصابات خلال نهاية 2021 هي 4 أضعاف عدد الإصابات في نهاية 2020.