تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
إستجابات الدماغ والوراثة في البدانة
إستجابات الدماغ والوراثة في البدانة
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
إستجابات الدماغ والوراثة في البدانة -- ضمن قسم : بدانة
:- المحرر في يوم 05-12-2012
ألساعة:01:10 -عمان
وجدت دراسة أميركية جديدة أن إفراط الأفراد المصابين بالبدانة في كميات الطعام يعود إلى أنهم يشعرون بقليل من الإشباع الناجم عادة عن عملية الأكل ذاتها، نظرًا لانخفاض مستوى استجابة دائرة الإثابة بالدماغ، وفقًا لما خلص إليه فريق بحث بقيادة إريك ستايس، الباحث في علم النفس بجامعة تكساس (أوستن).المعلوم أنه لدى تناول الطعام يقوم الجسم بإفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي في مراكز الإثابة بالدماغ، لكن ستايس وزملاءه وجدوا أن أدمغة الأشخاص البُدن تظهر تفعيلاً أقل لإحدى العقد القاعدية بالدماغ تسمى العقدة المخططة (striatum)، مقارنة بحالتها لدى النحفاء أو غير البدن.
كذلك وجد الباحثون أن الأشخاص ذوي الاستجابات الفاترة (البليدة) في مراكز الإثابة بالدماغ كانوا غالبًا من ذوي الأوزان الزائدة أو غير الصحية، خاصة إذا ما كانوا يحملون المورثة (الجين) المرتبطة بانخفاض مستوى إشارات "الدوبامين" في دائرة الإثابة بالدماغ.
ونشرت حصيلة دراسة ستايس وفريقه مؤخرًا بمجلة "سيانس"، وجاءت بعنوان "العلاقة بين البدانة واستجابة العقدة المخططة الفاترة للأكل تحت سيطرة الناقل العصبي "دوبامين".
تعويض قصور الإثابة ورغم ما كشفت عنه الأبحاث من أن العوامل البيولوجية تلعب دورًا رئيسًا في الإصابة بالبدانة، فإن القليل من الدراسات قد شخّصت العوامل التي تزيد مخاطر تعرّض الناس لزيادة الوزن في المستقبل.
بدعم مقدّم من المعاهد القومية للصحة قاد ستايس فريق بحث يتألف من باحثين في علم النفس الإكلينيكي بجامعة تكساس ومعهد أوريغون لبحوث الاستشعار (الحسي) وعلماء من مختبر جون ب. بيرس وجامعة ييل، لاستكشاف كيفية ارتباط الاستجابات الفاترة في المخ باكتساب الوزن لدى الشابات.
يشير ستايس الذي درس اضطرابات الأكل والبدانة لحوالي عقدين من الزمن، إلى أن هذه الدراسة أماطت اللثام عن أن الأشخاص البدن لديهم مستقبلات دوبامين أقل، ولذلك فهم يفرطون في الأكل لتعويض القصور في الشعور بالإثابة.
فالأشخاص الذين لديهم مستقبلات دوبامين (D2) أقل يحتاجون إلى أخذ المزيد من مادة الإثابة، كالطعام أو العقاقير مثلاً، للوصول إلى الشعور بنفس مستوى المتعة لدى الناس الآخرين.
وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، قام فريق ستايس بقياس كيفية تفعيل العقدة المخططة الظهرية (في المخ) كاستجابة لتذوق شراب اللبن بالشوكولاتة مقارنة بتذوق محلول بلا طعم.
تشخيص التغاير الوراثي كما فحص الباحثون الشابات المشاركات في الدراسة من حيث وجود تغاير جيني (وراثي) لديهن، يرتبط بانخفاض عدد مستقبلات دوبامين (D2)، أي TaqIA A1 Allele.
وعلى مدى عام كامل تتبع الباحثون التغيرات في مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى المشاركات، فكشفت النتائج أن المشاركات ذوات التفعيل المنخفض (الفاتر) لنشاط العقدة المخططة كاستجابة لتذوق شراب اللبن بالشوكولاتة اللاتي لديهن أيضا مستقبلات A1 Allele (المتغايرة)، هنّ أكثر تعرضا لاكتساب الوزن مع مرور الوقت.
ويعتبر ستايس أن فهم التغايرات أو الشذوذ في تفعيل دائرة الإثابة لدى الاستجابة للأكل مسألة هامة لمساعدة الناس على تقنين أو ضبط أوزانهم نظرًا لأن الدوبامين يقوم بدور الناقل العصبي الأساسي في مسارات الإثابة بالدماغ.
ورغم أن انخفاض حساسية دائرة الإثابة لدى الأفراد تجعلهم أكثر تعرضًا لزيادة غير صحية في الوزن، فإن تحديد أو توصيف تغيرات في السلوك أو خيارات دوائية يمكن أن تصحح الاختلال في الإثابة لمنع أو معالجة البدانة.