تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
الغذاء النباتي: ما له وعليه
الغذاء النباتي: ما له وعليه
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
الغذاء النباتي: ما له وعليه -- ضمن قسم : تغذية
:- المحرر في يوم 30-01-2020
ألساعة:19:29 -عمان
اتجه كثيرون خلال العقد الماضي إلى تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان أو الامتناع عن تناولها كليا. وزاد عدد النباتيين الذين لا يتناولون أي منتجات حيوانية في المملكة المتحدة بمقدار أربعة أضعاف في الفترة بين عامي 2006 و2018.ؤوكان الدافع الرئيسي الذي حفز هؤلاء النباتيين للاستغناء تماما عن المنتجات الحيوانية هو الفوائد الصحية المرجوة من الأنظمة الغذائية النباتية. إذ أشار كثير من الدراسات إلى أن النظام الغذائي النباتي أغنى بالألياف، ويحتوي على نسب أقل من الكوليسترول، والبروتين، والكالسيوم، والأملاح، مقارنة بالأنظمة الغذائية المتنوعة.
لكن حتى الآن لا تزال هناك مفاهيم مغلوطة ومخاوف حول آثار الامتناع تماما عن اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان. إذ أثيرت مخاوف حول افتقار النظام الغذائي النباتي الصرف إلى فيتامين "ب 12" الذي يسهم في حماية الأعصاب من التلف. ويوجد فيتامين ب 12 في اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، ولا يوجد في الفاكهة أو الخضراوات. ويُنصح البالغون باستهلاك 1.5 ميكروغرام من فيتامين ب 12 يوميا.
وتقول جانيت كيد، من كلية علوم الغذاء والتغذية بجامعة ليدز، إن نقص فيتامين ب 12 قد يؤدي إلى ظهور أعراض تلف الأعصاب، مثل تنميل الأطراف، وإذا لم يعالج هذا النقص لفترة طويلة سيصبح مزمنا."
وأجريت دراسة حديثة على 48 ألف شخص على مدى 18 عاما، قارن خلالها الباحثون بين الحالة الصحية لآكلي اللحوم الذين يأكلون الأسماك ومنتجات الألبان، ونظرائهم النباتيين الذين لا يتناولون أي منتجات حيوانية قط.
وخلصت الدراسة إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية بشكل عام تقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لكنها تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ربما بسبب افتقارها إلى فيتامين ب 12.
وبينما يحمي انخفاض الكوليسترول من أمراض القلب والسكتة الدماغية الإقفارية، تشير أدلة إلى أن انخفاض مستويات الكوليسترول- الذي يرتبط بالأنظمة الغذائية النباتية- قد يزيد قليلا من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية، التي تنتج عن نزيف في المخ.
يرى البعض أن النظام الغذائي النباتي الصرف يعد واحدا من أفضل الأنظمة الغذائية للصحة لاحتوائه على الكثير من البقوليات والفاكهة والخضروات
وتقول تامي تونغ، الباحثة في علم الأوبئة الغذائي بجامعة أكسفورد، إن النباتيين بشكل عام أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين ب 12، الذي يزيد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. لكن ماركو سبرينغمان، كبير الباحثين في مجال الحفاظ على البيئة والصحة العامة بجامعة أكسفورد، يقول إن الخميرة الغذائية والأطعمة المضاف إليها فيتامينات، مثل الحليب النباتي، قد تمد الجسم بالكمية الضئيلة التي يحتاجها من فيتامين ب 12.
وينصح سبرينغمان بتناول مكملات فيتامين ب 12، في حالة عدم وجود أطعمة معززة بالفيتامينات. لكن أكاديمية التغذية وعلم الغذاء الأمريكية ذكرت أن الخميرة الغذائية لا تمد الجسم باحتياجاته من فيتامين ب 12، ونصحت النباتيين الذين لا يتناولون أي منتجات حيوانية بتناول مكملات غذائية أو أطعمة مضاف إليها فيتامين ب 12. وتنصح كيد الآباء أيضا بأن يتأكدوا من حصول أطفالهم النباتيين على كميات كافية من فيتامين ب 12.
وأثيرت مخاوف أخرى حول افتقار النظام الغذائي النباتي للبروتين. لكن سبرينغمان يقول إن البروتين موجود في كل شيء. مشيرا إلى أن أعراض نقص البروتين لا تظهر إلا لدى الأشخاص الذين لا يستهلكون كميات كافية من السعرات الحرارية.
وأشارت دراسة نشرت في عام 2016 إلى أن حليب الصويا يحتوي على نفس كمية البروتين الموجودة في حليب الأبقار.
أما عن مستوى الحديد، فيقول سبرينغمان إن النظام الغذائي النباتي من المستبعد أن يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، طالما كان غنيا بالفاكهة والخضروات بكافة أشكالها وألوانها. لأن الجسم يتكيف مع الوقت مع كمية الحديد التي يحتوي عليها نظامه الغذائي، فيستفيد بكفاءة من كميات الحديد التي يستهلكها في الطعام مهما كانت ضئيلة.
ويقول سبرينغمان إن النظام الغذائي النباتي قد يكون واحدا من أفضل الأنظمة الغذائية للصحة، لأنه غني بالفاكهة والخضروات والبقوليات، التي تحتوي على فوائد صحية عديدة تعوض الجسم عن أي نقص في الفيتامينات والمغذيات.
وأشارت دراسة أخرى أجريت في عام 2018 إلى أن الأنظمة الغذائية المتنوعة التي تعتمد على المنتجات الحيوانية والنباتية تشجع على استهلاك كميات أكبر من الأطعمة المعالجة والمشروبات المحلاة بالسكر.
لكن في المقابل، انتشرت أيضا وجبات سريعة نباتية غير مفيدة تحتوي على نفس السعرات الحرارية التي تحتوي عليها الأطعمة السريعة غير الصحية المعتمدة على اللحوم.
وأجريت دراسة حديثة عن الآثار الصحية للأنظمة الغذائية الغنية بالخضراوات، صنف فيها الباحثون المشاركين بحسب مدى استهلاكهم للأطعمة النباتية في مقابل المنتجات الحيوانية.
وخلص الباحثون إلى أنه كلما انخفض استهلاك المشاركين للمنتجات الحيوانية، انخفضت احتمالات إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية بما يصل إلى 32 في المئة.
وتقول كاسي ريبهولز، أستاذة مساعدة بكلية جون هوبكينز بلومبرغ للصحة العامة في بالتيمور: "لاحظنا وجود علاقة وثيقة بين الالتزام ببعض الأنماط الغذائية وبين مخاطر الإصابة بالأمراض التي تتطلب رعاية طبية طويلة الأمد."
ولاحظت ريبهولز أنه كلما زاد استهلاك المشاركين للفاكهة والخضراوات انخفض استهلاكهم للحوم الحمراء واللحوم المعالجة ومنتجات الألبان والأسماك. وتقول إن الفوائد الصحية للأنظمة الغذائية النباتية تعود إلى الإكثار من استهلاك الفواكه والخضراوات وتقليل استهلاك المنتجات الحيوانية، بما في ذلك الدهون المشبعة.
وتقول إيفيلين ميداوار، التي أعدت استعراضا لدراسات عن فوائد الأنظمة الغذائية النباتية للجسم والدماغ، إن مخاوف كثيرة أثيرت بشأن النظام الغذائي النباتي الصرف، وفوائده أو مخاطره الصحية على المدى الطويل، ولم يهتم الباحثون بدراستها إلا مؤخرا.
لكن رغم نقص المعلومات عن فوائد الأنظمة الغذائية النباتية، تقول جانيت كيد، من كلية علوم الغذاء والتغذية بجامعة ليدز، إن بعض الأدلة تشير إلى أن النظام الغذائي النباتي الصرف يحسن الصحة بشكل عام، وإن كان يزيد احتمالات الإصابة بالكسور ويؤثر على كثافة العظام، بسبب افتقاره إلى الكالسيوم وفيتامين ب 12.
ويسهم النظام الغذائي النباتي في خفض مؤشر كتلة الجسم، ومن ثم ضبط مستويات الكوليسترول وخفض ضغط الدم. ومن المعروف أن ضغط الدم المرتفع يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
غير أن النظام الغذائي النباتي، كشأن أي نظام غذائي آخر، قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض أو يزيدها بحسب الأطعمة التي يحتوي عليها.
ويقول فايدون إن ثمة أدلة تشير إلى أن فوائد النظام الغذائي المتنوع الذي يحتوي على كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة والبقوليات وكميات أقل من اللحوم قد تعادل فوائد النظام الغذائي النباتي للصحة أو ربما تتجاوزها.
لكن حتى الآن لا يوجد بعد ما يكفي من الأدلة لإثبات أن النظام الغذائي النباتي أفضل للصحة من غيره، خاصة أنه لم تتضح بعد آثاره الصحية على المدى الطويل. وفي الوقت الحالي، يقول الخبراء إن النظام الغذائي النباتي المثالي يحتوى على الكثير الخضراوات والفاكهة ومكملات فيتامين ب 12 وكميات أقل من الوجبات السريعة النباتية.