تنهار الدول بكثرة المنجمين والأفاقين والمتفقهين والانتهازيين ًوتعم الإشاعة وتطول المناظرات، وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر
ابن خلدون
انتشار للتدخين في مصر
انتشار للتدخين في مصر
كلمة ألمحرر
القرأءة طبياً
ما تقرأه هنا هو نتاج علم ومعرفة وخبرة لإيصال النصائح للمريض وللسليم على حد سواء، تتناقل بين الكُتًاب والقُراء كل على طريقة صياغته واسلوب شرحه. ومع ذلك، فستبقى غرفة الفحص والعلاقة بين المريض والطبيب المعالج، هي المكان الافضل لمثل هذه التبادلية.
اقد تحولنا في جورداتا من com. إلى net. لتعكس لاتجارية الموقع. يستطيع كل الاعضاء إستعمال نفس كلمة السر والكنية من الموقع السابق للدخول.
مع تحيات أسرة التحرير.
انتشار للتدخين في مصر -- ضمن قسم : عادات
:- المحرر في يوم 02-06-2020
ألساعة:18:19 -عمان
عدد المدخنين في البلاد يصل إلى نحو 11 مليون مصري ممن هم فوق الخمسة عشر عاما، بحسب دراسة كشف عنها مؤخرا الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وفق بيانات الإحصاء السكاني لعام 2018. وتشير الدراسة إلى أن عدد المدخنين السلبيين في مصر يصل إلى نحو 30 مليون شخص. واللافت في الدراسة هو أن أعلى نسب المدخنين تأتي في الفئة العمرية التي تتراوح بين 45 و54 عاما.
وتكشف الدراسة أيضا عن أن الحاصلين على الشهادات الجامعية فأعلى، تتراجع نسب التدخين بينهم لتصل إلى حوالي 13 في المئة، بينما تزيد معدلات التدخين لتصل إلى حوالي 28 في المئة بين الفئات الأقل تعليما مثل أولئك الحاصلين على شهادة محو الأمية.
ويرى رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي في مصر، أنه كلما زادت الدول فقرا ارتفعت معدلات التدخين. ويوضح أن هذا يرجع إلى القيم ومستوى الوعي والسلوك والتعليم.
يقول عبده: "الأسرة الفقيرة مثلا تنجب الكثير من الأبناء في حين تكتفي الأسر الميسورة ماليا باثنين أو ثلاثة". ويضيف أن المواطن الفقير "يجد في السيجارة متنفسه الوحيد، كأنما ينفث همومه وضغوطه مع دخان السجائر". كما يعتقد أن الشخص الغني لديه الكثير من البدائل للتنفيس عن تلك الضغوط..
وكشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، العام الماضي، عن أن نسبة المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر وصلت إلى 32.5 في المئة بنهاية العام المالي 2018/2017.
ولفت الجهاز إلى أن نسبة المدخنين بين الذكور بلغت 34.2 في المئة مقابل 0.2 في المئة بين الإناث، مما يشير إلى أن ظاهرة التدخين في مصر هي ظاهرة ذكورية بالأساس.
ويقول الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إن الأسرة المصرية تنفق نحو ستة آلاف جنيه (400 دولار أو أقل قليلا) من متوسط دخلها السنوي إذا كان بها مدخن أو أكثر.
ويرى عبده أن التدخين لا يضغط على ميزانية الأسرة المصرية فحسب بل إنه يضر الاقتصاد بشكل واضح بسبب تأثيره السلبي المباشر على إنتاجية الفرد.
يقول عبده: "تلجأ بعض شركات القطاع الخاص إلى منع التدخين خلال ساعات العمل وتحديدا في المصانع والأماكن التي تحتاج لجهد بدني. فالشخص المنهك، المعتل صحيا لا يمكنه أن يقدم عملا يوازي الراتب الذي يتقاضاه. فالإنتاجية هي ترجمة العمل بشكل نقدي خلال فترة زمنية معينة".
بحسب دراسة الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن عدد المدخنين السلبيين، أي الأشخاص المخالطين لمدخنين، يصل لحوالي 30 مليون مصري. ويعتقد كثيرون أن الأرقام الواردة في التقرير لاتزال أقل من الأرقام الحقيقية.
ويقول عصام المغازي: "حتى عندما يترك المدخن الغرفة فإن أثر الدخان يبقى على الأسطح لفترة من الوقت". ويتذكر أن أحد مرضاه اعتاد أن يدخن في غرفة بعيدة عن زوجته وأولاده "لكنني علمت من زوجته أن بإمكانها أن تشتم رائحة الدخان ولهذا فهي تعد مدخنة سلبية، وتعاني تقريبا نفس الأعراض الصحية التي يشكو منها المدخن الإيجابي".
وينبه المغازي إلى أن الكثير من المدخنين السلبيين لا يدركون "حقهم في الحصول على هواء نظيف، ويعتقدون أن لجوء شخص للتدخين في شرفة المنزل مثلا يحمي باقي أفراد أسرته من الأضرار الصحية، وهذا غير صحيح. فالمدخن السلبي هو مدخن رغم أنفه".
يقول عبده: "قد يلجأ البعض إلى تخفيف الاستهلاك بعض الشيء لكن ليس الإقلاع. فمن ينفق مثلا عشرة جنيهات لن يضره كثيرا إذا دفع اثني عشر جنيها مثلا".
ويضيف أن الحكومة تدرك أن السجائر سلعة غير مؤثرة ولذلك فهي لا تعاملها معاملة رغيف الخبز على سبيل المثال، "فأي تحريك في سعر الخبز قد يحدث غضبا اجتماعيا واسعا، لأنه لا غنى عنه، ولا يوجد له بديل. لكن المدخن عليه أن يتحمل نفقة تدخينه".
ويتفق كثير من الخبراء أيضا على أن الإعلام وكذلك المؤسسات التعليمية والدينية تلعب دورا مهما في تغيير المفاهيم والقناعات الراسخة منذ سنوات، والتي تجعل البعض يرى في التدخين ملاذا من الأزمات والضغوط.